what\'s new?

La problématique de l'environnement dans le Monde arabe et son approche communicationnelle...

اشكالية البيئة في الوطن العربي و مقاربتها الإعلامية

باختلاف وضعها الجغرافي و الطبيعي و مستوى نموها الإقتصادي تختلف مشاكل البيئة في الوطن العربي من بلد الى آخر، و لكن في معظمها تكون متشابهة حيث اصبحت اليوم تعتبر هما اساسيا لمجتمعاتنا لما يكون لها من وقع سلبي على انمائها و تقدمها، مما جعلها من القضايا البارزة التي تستقطب اهتماما واسعا و متزايدا على مختلف المستويات الدولية و الإقليمية و الوطنية و المحلية، و على مستوى صانعي القرار و مكونات المجتمع المدني. و يرجع ذلك الإهتمام الى الإرتباط العضوي بين قضايا البيئة و التنمية من جهة و بين تحسين ظروف و اطار عيش الإنسان من جهة ثانية
ان البيئة اصبحت اليوم تعرف كما نعتم تحولا متلاحقا و سريعا بسبب الضغط البشري و انشطة الإنسان الإقتصادية و الإجتماعية، و كذلك التطور التكنولوجي، مما ادى الى بروز مشكلات تهم ادارة الموارد الطبيعية، هذا فضلا عن الكوارث الطبيعية و الحوادث البيئية التي اصبحنا نسمع عنها تقريبا يوميا(حوادث ناقلات البترول و بقع الزيت و الفيضانات الكارتية مثل التسونامي و الجفاف) الخ
و لمواجهة هذه المشاكل التي هي في تفاقم مدطرد ابدت الدول العربية اهتماما فعليا بالموضوع اسوة بما تقوم به بلدان متقدمة، سياسة تكون مبنية على نظرة شمولية و مندمجة للقضايا البيئية. و ابتدأت أول خطة في عدد من البلدان المعنية بانشاء هيكلة مكلفة بالبيئة مع القيام بجملة من المبادرات استهدفت أساسا تحسين تقييم الوضع البيئي من أجل فهم أفضل و أدق للبيئة في الوطن العربي، و ذلك في ابعادها البشرية و الإقتصادية و القانونية
وقد مكنت هذه الجهود من تقييم الإشكالية البيئية العامة و تحديد عدد معين من الإكراهات، و المتطلبات عملا بالمقولة: يجب التفكير عالميا و العمل محليا
وبما ان كل عمل يسعى لحماية البيئة رهين بحصول الوعي المطلوب لدى المواطن أولا ثم الفاعلين و الشركاء الإجتماعيين و الإقتصاديين قامت السلطات المختصة بتبني خطة بيداغوجية للتوعية و التبصير بالمخاطر البيئية. وقد توخت هذه المبادرة دعم حس الجمهور من أجل ارساء أخلاقيات و سلوكيات لصالح حماية البيئة. و هكذا نظمت و تنظم حملات تركز على الفئات السكانية المستهدفة ذات الأولوية و متخذو القرار في القطاعين العاو و الخاص، و المنتخبون و وسائل الإعلام و النساء و الأطفال و السكان القرويين. كما أن الإنشغال باستدامة هذا العمل التوعوي قد برر ادراجه ضمن المقررات الدراسية للتعليم الأساسي و الثناوي و الجامعي
اذن البيئة و حمايتها هي مسؤولية جماعية و عمل مشترك و تدخل منسق. فالضرورة تستدعي العمل جنبا الى جنب بين كل الفاعلين من المؤسسات الحكومية و السلطات المحلية (اداريين و منتخبين) و القطاع الخاص و مراكز البحوث و الدراسات العلمية و التنظيمات الغير الحكومية و المنظمات الدولية و الجهوية
تبقى مكانة الإعلام في تسلسل كل الشركاء و الفاعلين لا يمكن تحديدها ذلك أن دوره يكون محوري و في نفس الوقت على رأس هؤلاء عندما يعري على بعض نواقص العمل البيئي و برامج المحافظة و أخطار التدهور على صحة الأفراد و على التوازن البيئي الرأس المال الطبيعي الأساسي في النماء الإقتصادي و الإجتماعي الآني و المستقبلي
اضافة الى هذا الدور للإعلام كرقيب هناك أدوار أخرى أهمها هو دور التعبئة، تعبئة الرأي العام و حفز الأشخاص المدنيين و المعنويين على التخلي على التصرفات المجحغة في حق البيئة و تبني سلوكيات مسؤولة أكثر تجاه الوسط الحيوي الذي نستمد منه كل مقومات عيشنا
كذلك للإعلام الموضوعي دوره الأقوى يتجلى في تبسيط المفاهم و تقريب الرؤى في ما يتعلق بالسياسات و الاستراتيجيات. و كل اجراء لا يمك أن ينجح على أرض الواقع الا اذا تم تبنيه من طرف كل مكونات المجتمع،و تم اقناع كل طرف بدره كشريك فاعل في هذا البرنامج
و هنا هذا السؤال أو التساؤل: هل يتم التعامل مع الإعلام على هذا الأساس؟
سؤال وثيق....فاذا كانت بعض البلدان العربية تتعامل مع الإعلام كطرف فاعل و مشارك بل عنصر مؤثر في الشأن البيئي الا أن البعض الآخر يتعامل مع الإعلام بصفة عادية ان لم نقل حذرة غافلا أن الحق في الإعلام هو الحق في اخبار المواطن و توعيته. و قد اقترن هذا الحق بحرية البحث و الحصول على المعلومات و حرية نشرها شريطة عدم الإضرار بحقوق الآخرين
واقتناعا منهم بأهمية حماية البيئة التي أضحت اشكالية عامة تتعدى  الحدود الوطنية علما أنها تعتبر اليوم قضية عالمية بفعل ظاهرة العولمة و الشمولية قام عدد من الإعلاميين في الدول العربية الراغبين في تأمين استقلالية الإعلام البيئي و فصله عن الغايات و المصالح الخاصة بالوسائل الإعلامية،متجاوزين بذلك حيز التنافس الى اطار التعاون و التكامل بالإلتئام في تنظيمات مهنية خاصة في شكل جمعيات أو منتديات أو لجان بهدف تعبئة قدراتهم من خلال وسائل الإتصال المكتوبة و المسموعة و المرئية و تكنولوجيا المعلومات  الحديثة، و تكوين قوة ضاغطة من أجل التفاعل مع المكونات العاملة بهدف حماية البيئة
و أصبح اليوم لعدد من هذه الجمعيات و المنتديات تواجد مميز في مجال حماية البيئة ببلداننا حيث تتم مشاركتها في تدبير الشأن البيئي. و هكذا انتقلت من طور الخدماتي و التعبوي الى طور المشاركة في صياغة و صناعة السياسات البيئية العامة
ما هو معمول به في بلد ما قد يختلف عن بلد آخر لكن بفضل المنتدى العربي للإعلام البيئي و التنموي نستطيع اليوم تحديد نقاط التشابه و الإختلاف. وبما أن الإشكالية البيئية تبقى في معظمها هم متقاسم بين جميع الدول سيما بالنسبة للدول العربية فان المنتدى يكون اطارا مواتيا لتوحيد الرؤية و الاستراتيجيات للتصدي للقضايا البيئية و التنموية


10/12/2010
0 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 5 autres membres